إعراب الجملة التي تأتي بعد الظرف الزمني أو المكاني

تعتبر اللغة العربية فريدة من نوعها بفضل خاصية الإعراب، حيث أن كل كلمة تُستخدم في اللغة العربية — سواء كانت اسمًا أو حرفًا أو فعلًا — تحمل إعرابًا يتحدد بناءً على معناها وموقعها ضمن الجملة.

تتغير دلالات إعراب الكلمة وفقًا لسياق الحديث، لذا سنستعرض في هذا المقال موضوع الظروف في اللغة العربية وإعراب ما يأتي بعد الظرف.

تصنيفات ظروف المكان والزمان

تعد ظروف الزمان والمكان أسماءً معربة تقع في فئة المفاعيل، حيث تكون منصوبة عندما تُستخدم بشروط ظرفية زمنيّة أو مكانيّة. ولكن يجدر بالذكر أن الظروف قد تأتي أحيانًا مبنية، وتُقسم الظروف إلى:

الظرف المبني

يُقصد بالظرف المبني ذلك النوع الذي يحتفظ بحركته النهائية دون أن يتغير بتأثير العوامل الخارجية. ويشمل الظرف المبني ما يلي:

  • الظروف المبنية على الضم: ويشمل هذا النوع (قط ومنذ وحيث).
    • تُعرب كلمة “حيث” في أي سياق تأتي فيه كظرف مكان أو ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب.
    • مثال على ذلك: “لم أرَ خيرًا قطُّ”، حيث يُعرب “قط” كظرف زمان مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه.
    • تُعرب أيضًا “حيث” بنفس إعراب “قط” ولكنها تظل مرتبطة بالمكان.
  • الظروف المبنية على الفتح: تشمل الأسماء مثل (ثمّة، ثَمّ، الآن، أيّان، هنالك، هناك).
    • تُعرب هذه الكلمات في سياق الجملة كظرف زمان أو ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب.
    • على سبيل المثال: “أيّان تدرس تجد نجاحًا”، حيث يُعرب “أيّان” كظرف زمان مبني على الفتح.

فئات أخرى من الظروف المبنية

هناك نوعان آخران من الظروف التي تُعتبر مبنية وهما:

  • الظروف المبنية على السكون: تشمل كلمات مثل (لدى، إذْ، مذْ).
    • تُعرب هذه الكلمات عند ظهورها في السياق كظرف زمان أو مكان مبني على السكون في محل نصب.
    • مثال: “جئتك إذْ محمدٌ جالسْ”، حيث تُعرب “إذْ” كظرف زمان مبني على السكون.
  • الظرف المبني على الكسر: مثل كلمة (أمس).
    • تُعرب في أي سياق تأتي فيه كظرف زمان مبني على الكسر في محل نصب.

ظروف الزمان والمكان المعربة

قبل التطرق إلى إعراب ما يأتي بعد الظرف، يجب أن نناقش الظروف المعربة؛ وهي تلك التي تتغير حركتها وفقًا للمؤثرات المختلفة في الكلام. تقسّم الظروف المعربة إلى:

  • ظروف زمان ومكان غير محددة: تشمل مقادير واتجاهات مثل (شمال، يمين، خلف، أمام، تحت، فوق، وراء، حول، بين، خلال).
    • تُعرب كظرف زمان أو مكان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وتكون مضافة.
    • إذا تم إضافة حرف جر قبل الظرف، فإنها تعرب كاسم مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
    • مثال: “الفرج أمام الصابرين”، تُعرب “أمام” كظرف مكان منصوب.
  • ظروف زمان ومكان محددة: تحتوي على دلالات معينة مثل (اليوم، الغد، الأمس، الليلة، الساعة).
    • تُعرب هذه الكلمات عادة كظرف زمان منصوب، مثال: “يومَ الأحد يصل البريد”، وتعرب “يومَ” كظرف زمان منصوب.
    • إذا لم تقبل إضافة حرف الجر، تُعرب حسب موقعها، كقولنا “يومُ النصرِ بهيجٌ”.

إعراب ما بعد الظرف

نلخص إعراب ما يأتي بعد ظروف الزمان أو المكان كما يلي:

  • الحالة الأساسية للظروف أن تأتي مضافة إما إلى اسم مفرد أو إلى جملة، بناءً على نوع الظرف.
  • تضاف الظرفيات دائمًا إلى الأسماء المفردة مثل (بعد، قبل، عند، ليلة، وقت)،
    • حيث يُعرب الاسم بعدها مضافًا إليه مجرور.
    • مثال: “دخلتُ المدينة قبل طلوعِ الشمس”، حيث يُعرب “قبلَ” كظرف زمان.
  • بعض الظروف تحتاج للإضافة إلى جملة، مثل (إذ وحيث).
    • مثال: “نمتُ حيثُ تنام أنت”، يُعرب كما يلي:
    • نمت: فعل ماضي، حيث تُعرب “حيث” كظرف مكان مبني على الضم.
    • تنام: فعل مضارع، وأنت: ضمير.
    • الجملة “تنام أنت” تظل في محل جر بالإضافة.
  • قد تنفصل ظروف الزمان والمكان عن حالة الإضافة، وبالتالي تظل مبنية على الضم، كما في قوله تعالى “للهِ الأمرُ منْ قبلُ ومنْ بعدُ”.

العوامل المتعلقة بظرف الزمان والمكان

بعد استعراض إعراب ما بعد الظرف، سنتحدث عن العوامل التي تتعلق بالظرف، وهي تشمل:

  • الأفعال الظاهرة: يمكن أن تجعل الاسم بعد الظرف منصوبًا كما في “وصلتُ ليلةَ الخميسِ”.
  • الأفعال المقدرة: حيث تُعد المدرسة البصرية أن الاسم يجب أن ينصب بعد فعل مقدم، ويختلف في آراء المدرسة الكوفية.
  • مصدر الفعل: يعمل عمل الفعل مثل “إبداعك اليومَ يشعرني بالفخر”.

الكلمات التي تحل محل ظرف الزمان والمكان

يمكن أن تحل محل ظرف الزمان والمكان:

  • المضاف: مثل “بعضَ الوقتِ”، تُعرب كظرف زمان.
  • صفة الظرف: كقولنا “ركضتُ طويلًا”، حيث تعرب “طويلًا” كظرف زمان.
  • اسم الإشارة: كقولنا “وصلتُ هذا اليوم”، إذ تعرب “هذا” كاسم إشارة ويدل على ظرف زمان.
Scroll to Top