مشاكل القلب المرتبطة بالصحة النفسية

تُعتبر الاضطرابات النفسية المتعلقة بالقلب من الموضوعات الهامة التي تم تناولها في الأبحاث الطبية الحديثة، حيث أظهرت الدراسات وجود ارتباط ملموس بين عدد من حالات أمراض القلب وبين الحالة النفسية للمريض.

كلما كانت الحالة النفسية للمريض أكثر حدة، كانت تأثيراتها ملموسة على صحته الجسدية، وخصوصًا على القلب. في هذا المقال، سنتناول موضوع اضطرابات القلب النفسية بشكل أعمق.

تعريف اضطرابات القلب النفسية

بسبب العلاقة الوثيقة بين الحالة النفسية للفرد والصحة الجسدية، نجد أن التوتر الشديد، والاكتئاب، والقلق يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأمراض القلبية، ومنها:

  • التوتر والإجهاد المستمران يؤديان إلى:
    • ارتفاع ضغط الدم واستقرار ضربات القلب.
    • تضرر الشرايين وضعف الجهاز المناعي.
  • الاكتئاب الشديد قد يتسبب في اضطراب ضربات القلب:
    • إضافةً إلى ظهور أمراض مناعية التهابية مثل البروتين التفاعلي C.
    • الذي يعتبر عاملاً أساسيًا في العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الشعور بالاكتئاب قد يُفضي إلى حدوث نوبات قلبية وجلطات، خاصةً في أولئك الذين يعانون من مشاكل قلبية مسبقة.
  • المرضى الذين يعانون من أمراض الشريان التاجي قد يصابون بتفاقم في حالتهم الصحية نتيجة تعرضهم للاكتئاب.
  • انخفاض الحالة النفسية قد يرفع من خطر الاصابة بالسكتة القلبية والوفاة لمَن يعانون من مشاكل قلبية.

أسباب اضطرابات القلب النفسية

أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث أن الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والوسواس القهري لها تأثيرات سلبية على صحة القلب، حيث أنها تؤدي إلى:

  • زيادة ملحوظة في معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
  • نقص تدفق الدم إلى القلب نتيجة لضيق الأوعية الدموية.
  • تزايد مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم بسبب الأزمات النفسية الحادة:
    • ما يُسبب عديد من الاضطرابات المرتبطة بالقلب.
  • القلق والتوتر المزمن، وتذبذب المزاج، يؤديان إلى تراكم أيونات الكالسيوم داخل الشرايين.
  • حالات الهلع والخوف المفرط من الممكن أن تتسبب في القصور القلبي:
    • بالإضافة للنوبات القلبية المتكررة أو السكتات الدماغية.

العوامل المسببة لاضطرابات القلب النفسية

تُعتبر الاضطرابات النفسية من العوامل الرئيسية المُسببة لمشاكل القلب، ومن أبرزها:

  • الاكتئاب المزمن: يُعتبر من أبرز العوامل المسببة للعديد من المضاعفات القلبية الخطيرة:
    • خاصةً أمراض القلب التاجية، والتي قد تؤدي إلى الوفاة، خصوصًا في حالة الإصابة بمتلازمة الشريان التاجي الحادة.
  • القلق المستمر: يُعَد أحد العوامل المؤثرة على القلب، إلا أنه يؤثر بدرجة أقل مقارنة بالاكتئاب.
    • قد يؤدي أيضًا إلى ظهور أعراض قلبية شائعة.
  • أظهرت الأبحاث وجود علاقة معقدة بين الإجهاض وأمراض القلب التاجية، حيث أظهرت إحصائيات أن عددًا غير قليل من النساء اللواتي أجرين إجهاضًا أُصبن بمتلازمة القلب التاجي.
  • العوامل الوراثية: تلعب دورًا مهمًا في تشخيص الاكتئاب المزمن، والذي بدوره يزيد من فقدان صحة القلب.

علاج اضطرابات القلب النفسية

تعتمد معالجة الاضطرابات النفسية القلبية على تعاون بين الأخصائي النفسي والعناية القلبية. من أساليب العلاج:

  • التخلص من الأعراض الناتجة عن الاكتئاب المزمن:
    • مثل الحزن الشديد، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، والانخفاض الكبير في مستوى الطاقة، مع اضطرابات في النوم والأكل.
  • يعمل الأخصائي النفسي على تعليم المريض كيفية التعامل مع القلق والتوتر، وكيفية إدارة المصاعب النفسية بطريقة مُتوازنة.[/li]
  • التوجيه للحصول على فهم أعمق للاستراتيجيات التي يُبنى عليها شخصية المريض، وتعليمه كيفية السيطرة على مشاعره.

طرق الوقاية من اضطرابات القلب النفسية

تظهر العلاقة الوطيدة بين الأمراض النفسية وأمراض القلب من خلال أهمية بعض الإجراءات للحد من الأعراض، ومن بينها:

  • التوقف عن التدخين، الذي يُساعد في تقليل انقباض الشرايين وضغط الدم.
  • الحفاظ على وزن صحي للتحّكم في الأعباء الملقاة على القلب.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام والذي يُعزز الدورة الدموية ويُقلل من المخاطر القلبية.
    • كما يُساهم في تحسين الحالة المزاجية.
  • اتباع نظام غذائي صحي، مع تقليل استهلاك السكريات والدهون المهدرجة، والتي تُسبب أمراض القلب.
  • الحفاظ على مستويات ضغط وسكر متوازنة.
    • وذلك من خلال اتباع النظام الغذائي المناسب وتناول الأدوية وفقًا للتوجيهات.
  • من المهم الحفاظ على مستويات طبيعية من الكوليسترول في الدم لضمان عدم تفاقم الأعراض القلبية.
  • الإقلاع عن تناول الكحول، لأنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بطرق متعددة.

إجراءات لتخفيف المشاكل النفسية الجسدية

إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد المرضى في تقليل المعاناة من المشاكل النفسية الجسدية:

  • المداومة على حياة نشطة ومتوازنة، والابتعاد عن الخمول.
  • ممارسة نشاط جسدي بشكل دوري، حتى لو كان مُتعبًا، مع أخذ الأمور ببطء وزيادة النشاط تدريجيًا.
  • المناوبة بين النشاط الجسدي والاسترخاء لتفادي تفاقم الأعراض.
  • السعي للحفاظ على طاقة متوازنة من خلال اختيار الأفكار الإيجابية والأشخاص الذين يُشعرونهم بالراحة.
  • يجب أن يُدرك المريض تأثيره على حالته النفسية والجسدية، وأن يتجنب ما قد يُزيد من تفاقم الأعراض.
  • يمكن تبادل الأفكار والحلول مع الآخرين الذين يواجهون مشاكل مشابهة.
Scroll to Top