خلق الله عز وجل الكون بكل عظمة وإحكام، وسخر جميع عناصره لخدمة البشرية. الهدف من وجود الحياة هو إعمار الأرض وليس إفسادها. إن قتل بعض الحيوانات يعد صورة من صور الفساد في الأرض. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض الحيوانات التي نهى الشرع عن قتلها.
حيوانات نهى الشرع عن قتلها
ضمن الحيوانات التي نهى الشرع عن قتلها نجد النملة والنحلة والهدهد والصَّرَد. وقد روى عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “نَهى عن قَتلِ أربعٍ من الدوابِّ: النَّملةِ، و النَّحلةِ، و الهُدهدِ، و الصُّرَدِ”. كما ذكر البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المسلمين عن قتل خمسة حيوانات، وهي: النملة والنحلة والصرد والهدهد والضفدع.
أسباب تحريم قتل تلك الحيوانات
هناك عدة أسباب تحظر قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد، ومن أبرزها:
- النملة: يُحرم قتل النمل إلا في حالات الضرر، حيث يُسمح بقتلها.
- النحلة: نهى الله عز وجل عن قتل النحل، نظراً لفوائده العديدة في العلاج.
- الهدهد: يحرم قتل الهدهد لدوره الهام مع سيدنا سليمان، كما أنه محرم أكله، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتله.
- الصرد: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل طائر الصرد، لعدم وجود منفعة من وراء قتله.
حكم قتل الحيوانات المحرمة
لا يجوز قتل تلك الحيوانات عمداً ودون سبب، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من إنسان قتل عصفورًا فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها”، عندما سُئل: “وما حقها؟” قال: “يذبحها فيأكلها، ولا يقطع رأسها ليَرمي بها”.
أما من يقتل حيواناً خطأً، فلا إثم عليه، كما قال تعالى في كتابه: “وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” [الأحزاب: 5].
الحيوانات التي أمر الشرع بقتلها
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل بعض الحيوانات مثل الحية، والغُراب، والأبقع، والفأر، والكلب العقور، والحديا. فقد روى عن السيدة رضي الله عنها أنه قال: “خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ في الحَرَمِ: الفَأْرَةُ، والعَقْرَبُ، والحُدَيَّا، والغُرَابُ، والكَلْبُ العَقُورُ”. وهذه الحيوانات تُعتبر مؤذية وفاعلة للفساد، لذا تم توجيه الأمر بقتلها.
كما أوصت السنة بقتل الوَزَغ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ قَتَلَ وزَغَةً في أوَّلِ ضرْبةٍ كُتِبَ لهُ مائةُ حسَنةٍ، ومَنْ قتَلَها في الضربةِ الثانيةِ، فلَهُ كَذا وكَذا حسنةٌ، وإنْ قتَلَها في الضربةِ الثالِثَةِ فلهُ كَذا وكَذا حسنةٌ”.
حكم قتل الحيوانات المؤذية
في هذا السياق، لا حرج على المسلم في قتل حيوان مؤذي؛ حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل الفواسق التي تُعتبر مؤذية، مثل: الحية، والغُراب، والفأر، والكلب العقور، والعقرب، والنمس، وغيرها من الحيوانات التي قد تشكل خطراً على الإنسان.
في الختام، لقد استعرضنا في هذا المقال الحيوانات التي نهى الشرع عن قتلها. فقد حرم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم قتل النمل، والنحل، والهدهد، والصرد، نظراً لكونها غير مؤذية. من يُقدم على قتلها عمدًا يقع في الإثم.