في هذا المقال، سنستعرض مفهوم التوكيد وأنواعه، حيث يُعتبر التوكيد أحد الأساليب الهامة في اللغة العربية.
قد يواجه الطلاب بعض الصعوبات في فهمه، لذا سنستعرض تفاصيل أكثر عن التوكيد وأنواعه.
سنتناول كذلك أدوات التوكيد، بالإضافة إلى فوائد أسلوب التوكيد، نظرًا لأهميته في اللغة العربية.
مقدمة عن التوكيد وأنواعه
يُعرف التوكيد بأنه أحد الأساليب اللغوية المستخدمة للتأكيد وثبات الأمر لدى السامع أو القارئ.
يهدف التوكيد إلى إزالة الشكوك التي قد تظهر لدى المتلقي. في اللغة العربية، يُقسم التوكيد إلى نوعين: التوكيد اللفظي والتوكيد المعنوي.
يتوفر التوكيد على العديد من الأدوات المعروفة في اللغة العربية.
كما يعد التوكيد أحد أنواع التوابع، مثل البدل والنعت والعطف.
ما هو التوكيد؟
التوكيد هو أحد عناصر التوابع، ويعمل على إلغاء أي شك أو لبس لدى المتلقي تجاه المتبوع.
يطلق عليه المؤكد، ويتبع دائمًا إعراب المتبوع، سواء كان بالرفع أو النصب أو الجر، ويهدف إلى تأكيد المعنى أو الحكم.
أنواع التوكيد
التوكيد اللفظي
- التوكيد اللفظي هو تكرار اللفظ، سواء كان الاسم أو الفعل أو الحرف أو الجملة الاسمية.
- مثال “كلًا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا”، حيث إن “دكا” توكيد لفظي و”صفا” كذلك.
- “الله أكبر، الله أكبر” تُعتبر توكيدًا لفظيًا، وكذلك “لن لن أتجمل”.
- لا يوجد إعراب معين للتوكيد اللفظي.
- حيث يتبع عادةً المؤكد في الإعراب سواء كان بالرفع أو النصب أو الجر.
- مثال آخر على التوكيد اللفظي هو “المجتهد المجتهد ناجح” حيث إن “المجتهد” الثانية تُعد توكيدًا لفظيًا ومرفوعة بالضمة.
- “قال التلميذ الأمانة الأمانة” حيث إن “الأمانة” الثانية توكيد لفظي ولكنها منصوبة بالفتحة.
- “نعم نعم الصدق” حيث إن “نعم” الثانية توكيد لفظي ومبنية على السكون.
التوكيد المعنوي
- التوكيد المعنوي يتألف من ألفاظ معينة تتوافق مع المؤكد من حيث المعنى وتختلف في اللفظ.
- تشمل تلك الكلمات: “نفس، عامة، كل، عين، كلاً، كافة، كلنا”، وهذه الألفاظ تأتي وفق شروط محددة.
- يجب أن تكون مضافة إلى ضمير يشار به إلى المؤكد.
- حذف التوكيد المعنوي لا يؤثر على الجملة، ويعمل على التوافق مع المؤكد في العدد والنوع.
- مثال على التوكيد المعنوي: “ذاكرت دروسي كلها”، حيث “كل” هنا توكيد معنوي يتوافق مع المؤكد في العدد والنوع بوجود الضمير.
- “فاز المتسابقان أنفسهما” تشير إلى أن “أنفسمها” توكيد معنوي يتوافق مع المؤكد في العدد والنوع.
- “لقد كرمت المنافسين أعينهما”، حيث “أعينهما” توكيد معنوي يتوافق مع المتبوع في النوع والعدد.
ننصح بقراءة:
إعراب التوكيد المعنوي
- لا يوجد إعراب محدد للتوكيد المعنوي، ولكنه يتبع المؤكد في الإعراب سواء كان بالرفع أو الجر أو النصب.
- مثال: “لقد شاهدت الفيلم نفسه” حيث “نفسه” توكيد معنوي منصوب.
- “أعجبت باللاعبين أنفسهم” و”أنفسهم” توكيد معنوي مجرور.
- “سافر الشباب كلاهما” حيث “كلاهما” توكيد معنوي مرفوع بالألف.
- “قرأت الكتابين كليهما” حيث “كليهما” توكيد معنوي منصوب بالياء.
- “تجتهد المعلمات كلهن بإخلاص” حيث “كلهن” توكيد معنوي مرفوع بالضمة.
أدوات التوكيد
- تتضمن أدوات التوكيد “إنَ، أنَ، نون التوكيد المخففة، اللام الواقعة بجواب القسم، نون التوكيد الثقيلة، قد، لام الابتداء، المفعول المطلق.”
- يمكن استخدام النونتين الثقيلة والخفيفة في بعض الحالات مثل فعل الأمر:
- مثل “اكتبن، تعلمن”، وكذلك الفعل المضارع بعد أدوات الطلب.
- مثال: “لتخرجن، وليجتهدن”، والمضارع المنفي مثل “لا تمطر السماء”.
- الفعل المضارع الذي يكون مثبتًا جواب القسم مثل “والله لينجحن”.
- لام القسم تأتي بجواب القسم للتأكيد مثل “تالله لقد آثرك الله”.
- كلمة “قد” تُستخدم للتشكيك وهي حالة توكيد إذا كانت سابقة للفعل المضارع أو الماضي:
- ولكن يجب أن لا تسبق الفعلين إذا كان أحدهما مجزوماً أو منصوبًا، مثل “قد لا ينجح”.
- إذا دخلت “قد” على الفعل الماضي أو المضارع فلا يمكن الفصل بينهما، خاصة في حالة واحدة:
- مثال: “قد والله صليت”، حيث تشير إلى تحقق الفعل الماضي.
- لام الابتداء تأتي في بداية الجملة، وتؤكد الكلمة التالية بشرط اكتمال المعنى، مثل “محمد خير الناس”.
- عند دخول “إنَ، أنَ” على الجمل، فإنها تعني التأكيد، مثل “إن الله مع الصابرين”. أما المفعول المطلق:
- يستخدم للتوكيد مثل “كلم الله موسى تكليمًا”.
التوكيد في القرآن الكريم
- يتوفر العديد من الآيات القرآنية التي تحتوي على توكيد سواء كان لفظيًا أو معنويًا مثل قوله تعالى: “كَلا سَيَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ” في سورة النبأ.
- “فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ” في سورة الحجر، حيث “كلهم” هنا توكيد معنوي.
- “كَلا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا” في سورة الفجر، “دكا دكا” توكيد لفظي.
- “سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا” في سورة يس، حيث “كلهم” توكيد معنوي.
- “أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَى، ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ” في سورة القيامة، وهي مثال على التوكيد اللفظي.
- “فمن خاف من موص جنفاً أو اثماً فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم” في سورة البقرة، حيث التوكيد بإن.
- “وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ” في سورة الأنفال، حيث هنا التوكيد معنوي بلفظ “كل.”.
- “الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجًا وهم بالآخرة هم كافرون” في سورة هود، التوكيد لفظي بالضمير “هم.”
فوائد أسلوب التوكيد
- تعطي أدوات التوكيد النصوص في اللغة العربية عمقًا وتأثيرًا أكبر على المتلقي.
- تُستخدم بشكل خاص في الأوقات التي يتطلب فيها الكلام التأكيد، كما تُستخدم أدوات التوكيد في السرد اللغوي والسماعي.
- تعزز أهمية النصوص وتضفي أولوية عليه.
- تساهم في تقوية النصوص الإنشائية وثرائها.
- تساعد على إبراز أهمية المتحدث ومكانته من خلال استخدام أدوات التوكيد المناسبة.
خاتمة
في ختام هذا المقال، قمنا بمناقشة شاملة عن التوكيد، حيث تناولنا جميع أنواعه، إلى جانب إعراب التوكيد اللفظي والمعنوي، كما قدمنا نماذج لفهم المعنى. كذلك تعرفنا على أدوات التوكيد وفوائد هذا الأسلوب في اللغة العربية. نأمل أن يكون هذا الموضوع قد نال إعجابكم وحقق الفائدة المنشودة للطلاب. نتطلع لآرائكم وتعليقاتكم.