التربية الأسرية
تتعدد طرق التربية بين الآباء والأمهات، حيث تعتمد كل أسرة على أسلوب خاص في تنشئة الأبناء. يستند هذا الاختيار إلى عدة عوامل، من بينها نمط التربية الذي تلقاه الوالدان أثناء طفولتهما، بالإضافة إلى العوامل البيئية مثل الدراسة والخبرات الحياتية. يعرف نمط التربية بأنه مجموعة من الاستراتيجيات المتبعة في تربية الأطفال. وقد قامت العالمة دايان بوميرند بتصنيف أنماط التربية إلى أربعة أقسام رئيسية، وهي: السلطوية، والمتساهلة، والمبتعدة “الإهمال”، والمتوازنة “الحازمة”. في هذا المقال، سوف نستعرض مفهوم كل نمط وتأثيره على الأطفال.
أنماط التربية الأسرية
فيما يلي استعراض للأنماط الأربعة الأساسية في التربية الأسرية:
التربية السلطوية
هذا النوع من التربية يمنح السلطة المطلقة للوالدين، ويتصف الأهل الذين يتبعون هذا الأسلوب بعناصر عدة:
- توفير مساحة محدودة جدًا للحوار والنقاش.
- استخدام الشدة بشكل دائم في التعامل مع الأطفال.
- المبالغة في العقاب بمختلف أشكاله.
- عادة ما يكون الوالدان أقل عطفًا ولا يعبرون عن مشاعرهم تجاه أبنائهم.
- توقع تحقيق إنجازات كبيرة من الأطفال مع عدم وجود مرونة في التعامل.
- انعدام الثقة في قدرات الأطفال وعدم توقع حدوث أي إيجابيات منهم.
أثر التربية السلطوية على الأطفال
تتضمن الآثار السلبية لهذا النمط من التربية:
- اعتقاد الأطفال بأن الحب يتوقف على نجاحهم وطاعتهم، مما يؤثر سلبًا على علاقاتهم المستقبلية.
- ضعف الثقة بالنفس.
- ظهور سلوكيات عدوانية لدى بعض الأطفال، مثل التنمر والاعتداء.
- صعوبات في الحياة الاجتماعية بسبب نقص المهارات الاجتماعية.
- قلة القدرة على التحكم بالنفس، نتيجة لعدم منحهم الحرية للقرار خلال طفولتهم.
- ميل الأطفال إلى الطاعة السريعة، مما يؤدي إلى إصابتهم بالقلق والاكتئاب.
- مشاعر الخوف والخجل من الآخرين دون مبرر.
التربية المتساهلة
الاتجاه المتساهل في التربية يعني السماح للأطفال بفعل ما يرغبون فيه، مع أدنى حد من التوجيه. يتسم الوالدان الذين يتبنون هذا النمط بما يلي:
- غياب شبه تام للقوانين والأنظمة، وعدم توجيه سلوك الأطفال نحو الصواب.
- تقديم الكثير من الحب والحنان دون وضع حدود.
- عدم الالتزام بالقوانين، وإن وجدت فلا تطبق لفترات طويلة.
- ترك الحرية للأطفال لحل مشكلاتهم بأنفسهم.
- إتاحة مساحة كبيرة للحوار، ولكن بنقل القرارات إليهم دون توجيه.
- توقعات الوالدين من الأبناء قليلة جدًا.
- عدم استخدام وسائل العقاب أو فرض أي عواقب على سلوكيات الأبناء.
أثر التربية المتساهلة على الأطفال
تشمل الآثار الناتجة عن هذا النمط:
- انخفاض في مستوى الإنجاز ومستوى الأداء.
- تصرفات عنيفة وقلة تعاطف مع الآخرين.
- اتخاذ قرارات غير صائبة بشكل متكرر بسبب عدم وجود قوانين توجيهية.
- ضعف القدرة على التخطيط والتحكم في العادات.
- الأطفال الذين تربوا بهذا النمط أكثر عرضة للفشل الأكاديمي والاجتماعي لعدم تحملهم للمسؤولية.
التربية المبتعدة (الإهمال)
من أبرز صفات هذا النمط التعليمي:
- قلة وجود خطة واضحة لتهذيب الأطفال.
- نادراً ما يعبر الوالدان عن مشاعرهم تجاه أطفالهم.
- حوار محدود بين الأهل والأولاد.
- غياب الاهتمام والاعتناء بأحوال الأطفال.
- عدم وجود توقعات من الوالدين تجاه الأولاد.
أثر التربية المبتعدة على الأطفال
تتسبب التربية المبتعدة في الآثار التالية:
- مستويات عالية من التوتر والقلق.
- العزلة العاطفية عن من حولهم نتيجة نقص الحب والدعم.
- الاعتماد المفرط على الذات، مما يؤدي أحيانًا إلى ارتكاب الأخطاء.
- ضعف العلاقات الاجتماعية والأكاديمية، مما يؤثر مستقبلًا على العلاقات الزوجية.
- شعور بالخوف من الاعتماد على الآخرين وفقدان الثقة بسهولة.
- زيادة خطر تعرضهم للانحراف نتيجة إهمال الأهل.
التربية المعتدلة (الحازمة)
يشار إلى هذا النمط أحيانًا بالنمط الموثوق، ويتمتع من يتبعه بالسمات التالية:
- وضع قواعد وإرشادات يتوقع من الأطفال الالتزام بها.
- أسلوب حواري ديمقراطي، حيث يستمع الوالدان ويستجيبون لأطفالهم.
- توفير دعم عاطفي وحب كافٍ للأطفال.
- عند عدم تحقيق الأطفال للتوقعات، يكون الآباء أكثر تفهمًا ورحمة بدلاً من العقاب.
- تشجيع الأبناء على أن يتحملوا المسؤولية الاجتماعية من خلال الثقة بقدراتهم.
أثر التربية المعتدلة على الأطفال
تشمل آثار هذا النمط ما يلي:
- الأطفال ممتلؤون بالمسؤولية.
- يتصفون بالتعاطف مع الآخرين بشكل مناسب.
- يتمتعون بثقة عالية في النفس.
- يحصلون على الدعم الكافي للنجاح الأكاديمي والمهني.
- فرص أفضل لبناء علاقات اجتماعية ناجحة.