أفكار محمود درويش
- لا يحدث التغيير بين ليلة وضحاها، ولا يتحول أحد من حال إلى حال فجأة! في لحظات معينة، نغلق أعيننا عن الحب ونعيد فتحها على الواقع، فندرك من خلاله حقائق لم ندركها من خلال نظرنا إلى الحب.
- الحب ليس مجرد فكرة، بل هو شعور يتجدد ويضعف، يتجلى في أشكال متعددة وله تأثيرات متعددة. يظهر أحيانًا مثل ملاك بأجنحة خفيفة ترفعنا عن الأرض، وأحيانًا يهجم علينا مثل ثور يدوسنا ثم يرحل، وأحيانًا أخرى يأتي كعاصفة تُحدث دمارًا خلفها، أو كندى ليلي يهبط برفق من سحابة عابرة. كما أن للحب تاريخ انتهاء مثل العمر والمعلبات، أفضّل أن يسقط الحب على نحو مفاجئ، كحصان يُسقط من جبل إلى وادٍ سحيق.
- هل يمكنني اختيار أحلامي كي لا أعيش خيبة الأمل.
- أما أنا، فسأدخل شجر التوت حيث تتحول دودة الحرير إلى خيط يدعوني لأدخل في إبرة امرأة من الأساطير، ثم أُحلّق كوشاح مع الريح.
- من لا يمتلك الحب يخشى فصل الشتاء.
- الحب يشبه الموت، إنه وعد لا يمكن التراجع عنه ولا ينتهي.
- التاريخ يسخر من ضحاياه وأبطالهم، يطل عليهم لحظة ثم يواصل طريقه!
- وصلت إليك، لكنني لم أصل، أتيت ولكنني لم أعد.
- أحببتك لا لأنك الأجمل بل لأنك الأعمق، فعاشق الجمال غالبًا ما يكون أحمق.
- سأصبح يومًا ما ما أريد، سأتحوّل إلى طائر، وتخرُج من عدمي وجودي، وكلما احترق جناحاي اقتربت من الحقيقة، ومع كل انبعاث لي من الرماد، أكون حوار الحالمين، انصرفت عن جسدي ونفسي لأستكمل رحلتي الأولى إلى المعنى، فأَحرَقني وغاب، فأنا الغياب، أنا السماوي المُهجّر.
- سنة تُمر وسنة تأتي، وكل شيء فيك يتدهور يا وطني.
- قصب هياكلنا وأرصدتنا هو قصب.. وفي كل مئذنة مغتصب يدعو إلى أندلس إن حوصرت حلب.
- ولا نمتلك يدًا في الحنين، ولكن كان لنا ألف يد في البعد… سلام عليك، أفتقدك بشدة، وعليّ السلام فيما أفتقد!
- كل نهر له منبعه ومجراه وحياته، يا صديقي! أرضنا ليست عاقرًا، ولكل أرض ميلادها، وكل فجر له موعد يثور فيه!
- ها أنا أستطيع الاستمرار في الحياة حتى نهاية الشهر، أستنفد جهدي لأكتب ما يقنع القلب بالنبض، وما يُقنع الروح بالعيش بعدي، وفي وسع غاردينيا أن تُجدّد عمري، وفي وسع امرأة أن تُحدد نهايتي.
- في اللامبالاة فلسفة، إنها إحدى سمات الأمل.
- لنا أحلامنا الصغيرة، كأن نستيقظ من النوم دون خيبة أمل… لم نُحلم بأشياء مستحيلة! نحن أحياء وباقون، وللأحلام بقية.
- كأن يديك هي المكان الوحيد… كأن يديك وطن… آه من وطن يسكن جسدي.
- النسيان هو تدريب الخيال على احترام الواقع.
- هناك حب يمر بنا دون أن ندري، أو يدري.
- من سوء حظي أنني نسيت أن الليل طويل، ومن حسن حظك أنك بقيت في ذاكرتي حتى الصباح.
- علموك أن تحذر الفرح لأن خيانتَه قاسية.
- لم يتبقى في اللغة الحديثة مكان للاحتفال، فكلّ ما سيكون قد وُجد بالفعل.
- لا أتذكر قلبي إلا إذا شقه الحب نصفين، أو جف من عطشه.
- ليتنا استطعنا أن نحب أقل كي لا نتألم أكثر.
- خفيفة روحي، وجسدي مثقل بالذكريات والأثقال.
- سأمدح هذا الصباح الجديد… سأنسى الليالي، وسأذهب إلى زهرة الجار لأسرق منها طريقتها في الفرح.
- نحن الضحية التي جربت جميع أنواع القتل، حتى أحدث الأسلحة! لكننا المعجزة التي لا تموت، ولا يمكنها أن تموت.
- الليل، يا أمي، هو ذئب جائع يهيم بحثًا عن الغرباء أينما كانوا.
- أعرف كيف أعيدك مهما تلاعبت بنا الرياح، وأعلم من أين يأتي بعيدك، لذا أذهب.
- قل للغياب ناقصني وأنا أتيت لأكملك.
- كم هي سعادة المرء حين لا يودع أحدًا ولا ينتظر أحدًا.
- وسط كل بحث عنهم، لم أجد سوى نفسي الغريبة.
- لا بأس إذا كان ماضينا أفضل من حاضرنا، لكن الشقاء هو أن يكون حاضرنا أفضل من مستقبلنا، يا لهاويتنا كم هي عميقة.
- حين شعرت بالعطش، طلبت الماء من عدوي، ولم يسمعني، فنطقت باسمك وارتويت.
- ما أجمل الصدفة… فهي خالية من الانتظار.
- أحب الحديث معك، على الرغم من أنني لا أملك ما أقوله.
- هل كان علينا السقوط من علو شاهق لرؤية دمائنا على أيدينا لندرك أننا لسنا ملائكة كما كنا نظن؟
- فإن أسباب الموت كثيرة، من بينها وجع الحياة.
- ولا نتوب عن أحلامنا مهما تكررت انكساراتها.
- بكل ما أوتيت من فرح، أخفي دمعتي.
- أريد قلبًا طيبًا، لا قنبلة أسلحة.
- أمي… لن أصفك بامرأة، سأسميك كل شيء.
- وتشابهت أنت وقهوتي في اللذة والمرارة والإدمان.
- أريدك صورة خيالية تمشي على قدمين، وصخر واقع يطير بطريقة ساحرة.
- أمس كنا نفتقد للحرية… واليوم نفتقد للمحبة… أنا خائف من الغد لأننا سنفتقد للإنسانية.
- سأبقى أحبك حتى وإن كنت بعيدًا… إن كنت في الماء فلا أخاف الغرق، وإن كنت على الأرض فلا أخاف سيوف الطريق.
- عيناك نافذتان على حلم لا يأتي، وفي كل حلم أرمّم حلمًا جديدًا.
- آه من جراحي، وطني ليس حقيبةً، وأنا لست مسافرًا، أنا العاشق، والأرض حبيبتي.
- قلت له ذات مرة بحدة، كيف تحيا الغد؟ فقال، ليس لي شأن بالغد، إنه فكرة لا تراودني، وأنا هكذا، لن يغيرني أي شيء كما لم أغير شيئًا، فلا تحجب الشمس عني… فقلت له: لست إسكندر المتعالي، ولا ديوجين، فقال: لكن في اللامبالاة فلسفة، إنها صفة من صفات الأمل.
- في البيت أكون لا سعيدًا ولا حزينًا، بين بين… ولا يهمني إن كنتُ حقًا أنا أو لا أحد.
- أيها الموت، انتظرني خارج الأرض، انتظرني في بلادك بينما أنهي حديثًا عابرًا مع ما تبقى من حياتي.
- أحتفل اليوم بمرور يوم واحد على اليوم السابق… وسأحتفل غدًا بمرور يومين على الأمس… وأشرب نخب الذكرى القادمة، هكذا أواصل حياتي.
- وأنت تفكر في الآخرين، فكر بنفسك… قل ليتني شمعة في ظلام.
- أنا امرأة لا أقل ولا أكثر، فكن أنت قيس الحنين إذا شئت… أما أنا، فإنني أحب أن أحب كما أنا، لا كما أشير إليها في صورة ملونة في جريدة، أو فكرة ملحنة في قصيدة… أسمع صرخة ليلى من بعيد، لا تتركني سجينة قافية في ليالي الأنس، لا تتركني لهم ذكرى، أنا امرأة لا أقل ولا أكثر.
- ما بين لحظة أن أقرّ النسيان، ولحظة أحاول فيها تجريب ذلك، تجري مجازر في داخلي ولا تتوقف.
- أخاف العيون التي تستطيع اختراق ضفافي، فقد تبصر القلب عاريًا، أخاف اعترافي.
- سجل، أنا عربي، أنا اسم بلا لقب، أعيش بفورة الغضب، جذوري قبل ميلاد الزمان رست وقبل تفتح الحقب… سجل، أنا عربي!
- أنا من هناك ولدي ذكريات… ولدت كما يولد الناس… لي والدة وبيت كثير النوافذ… لي إخوة، أصدقاء، وسجن بنوافذ باردة… ولي موجة احتجزتها النوارس… لي مشهدي الخاص، ولي عشبة زائدة، ولي قمر في أقاصي الكلام، ورزق الطيور، وزيتونة خالدة… مررتُ على الأرض قبل مرور السيوف على جسدٍ حوّل إلى مائدة.
- ربما ماتت… فإن الموت يعشق المباغتة مثلي، والموت مثلي لا يحب الانتظار.