التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام يعتبر أمرًا غير مُحبّذ، إذ أن الانشغال بمسائل لا تعني الفرد أو التطفل على حياة الآخرين يعد سلوكًا مرفوضًا. يعاني البعض من عادات تراقب الآخرين بدلاً من الانشغال بأنفسهم، وهذا لا يعد سلوكًا مرغوبًا.
مميزات الأفراد المتدخلين
تتعدد الصفات المتعلقة بالأشخاص الذين يتدخلون في شؤون الآخرين، ومنها:
- يمتلكون دوافع داخلية مكبوتة، مثل الرغبة في الانتماء والتقدير الاجتماعي.
- ينتابهم شعور بالنقص والفشل، مما ينعكس على تصرفاتهم.
- يميلون إلى فرض احتياجاتهم على الآخرين.
- يفشلون في التفريق بين قضاياهم الشخصية وما يتعلق بالآخرين.
- يمتلكون نزعة للسيطرة على من حولهم، كنوع من التفوق غير الواعي.
أسباب التدخل في حياة الآخرين
هناك عدة دوافع تؤدي إلى تدخل الأفراد في شؤون غيرهم، ومنها:
- اتباع بعض الأيديولوجيات التي تعزز من فكرة التدخل بحجة المبادئ.
- انشغال المتدخلين بأوقات فراغهم، حيث يعاني العديد منهم من البطالة.
- الرغبة في السيطرة على الآخرين من خلال معرفة تفاصيل حياتهم، وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى الابتزاز.
- السعي لتحقيق الصيت والوجاهة الاجتماعية.
- تُعتبر فرص وجود الأشخاص الضعفاء والمتكلين سببًا في تدخل المتطفلين لمعرفة التفاصيل.
- سذاجة البعض تجعلهم يتحدثون عن الآخرين بشكل مستمر.
- نقص الثقافة والمعرفة الدينية والأخلاقية لدى المتدخلين.
- تدخلهم تحت ستار البحث عن أخطاء الآخرين، بحجة حماية أنفسهم.
درجات التدخل في شؤون الآخرين
يمكن تصنيف درجات التدخل كما يلي:
- ملاحظة تصرفات الآخرين بشكل دقيق مع الإشارة إلى ملاحظات سلبية غير مجدية.
- تقديم النصائح دون طلب، مثل التعليق على الملابس أو الطعام أو التسريحات.
- مهاجمة الأشخاص الذين يرفضون تدخلهم، إذ يعتقد المتدخلون أن من حقهم ذلك.
التدخل في شؤون الآخرين وفقًا للإسلام
يُوصى الفرد بأن ينشغل بنفسه بدلاً من التفكير في شؤون الآخرين، حيث إن التدخل قد يؤدي إلى عواقب سلبية على الطرفين. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”.
لذلك، يتوجب على الفرد الابتعاد عن تتبع أحوال الناس والتحدث عنهم بشكل قد يؤدي إلى الأذى، لكن إذا كان الاهتمام نابعًا من رغبة في المساعدة، فلا يُعتبر ذلك غير جائز، شرط ألا يكون بدافع الفضول.
قصة تتعلق بالتدخل في شؤون الآخرين
- تتحدث القصة عن جحا الذي دوماً كان يدعو الله ليرزقه مائة دينار. سمع جار له يهودي دعاءه، وأراد أن يسخر منه، فأرسل له 99 دينار من السقف، ما أسعد جحا.
- عندما طرق الجار على الباب، أخبر جحا بأنه يمزح، وأراد استرجاع نقوده، إلا أن جحا رفض وأوضح أن تلك النقود من الله ولن يعطيها له. فذهب الجار للمحكمة بعد أن حاول استعادتها.
- في المحكمة، نفى جحا جميع التهم، مؤكداً أن الجار مجنون ويدعي عليه زورًا. تعجب القاضي من تصرفات الجار وأكد له أنه مجنون، وعند عودتهم للمنزل، استعاد جحا ممتلكات الجار وأرسلها له قائلاً: “لا تتدخل في دعاء العبد لله.”
عبارات تعبر عن التدخل في أحوال الآخرين
تتضمن العبارات التالية بعض الأفكار حول تدخل الآخرين:
- ما أَوْلَعُ النّاس بالنّاس، حيث يشتغل أحدهم بشؤون أخيه، وفي أيسر شأنه ما يشغله. من أهم مهارات الفيلسوف ألا ينشغل بأسئلة لا تخصه.
- أنا لست موهوب، بل أنا فضولي.
- إذا طُلب من الناس حذف اللغو وفضول القول من حديثهم، لكان السكوت هو السائد في مجالسهم.
- أهم مهارات الفيلسوف هي ألا يشغل نفسه بأسئلة لا تعنيه.
- ندرك تمامًا أن من يمسك بزمام السلطة لا يعتزم التخلي عنها؛ فالسلطة ليست وسيلة بل غاية.
- للصمت المفعم بالشعور قوة أكبر من كل الكلمات، ولديه إشعاع وتأثير خاص.