تُعتبر الجملة الاعتراضية واحدة من العناصر الأساسية في اللغة العربية، حيث تحتل اللغة العربية مكانة مرموقة بين اللغات الحية، وتتميز بجمال أسلوبها وغناها بالمفردات. تعد اللغة العربية واحدة من أقدم اللغات العالمية التي لم تفقد حيويتها، وتعتبر من أصعب اللغات من حيث القواعد والتركيب.
سنتناول في هذا المقال تعريف الجملة الاعتراضية وكيفية استخدامها ضمن تركيبات الجمل في اللغة العربية.
تعريف اللغة العربية
- اللغة العربية تحمل اسمًا يدل على الفصاحة والتعبير، إذ تُعتبر تعبيرًا عن الأفكار والمشاعر بدقة ووضوح.
-
يُطلق على اللغة العربية أيضًا اسم “لغة الضاد”، وهو أمر يعتقد الكثيرون أنه يدل على خصوصيتها، حيث يعتبر حرف الضاد خاصًا بها فقط.
- كما تعتبر العربية اللغة الثانية الأكثر انتشارًا عالميًا، حيث يتحدث بها أبناء البلدان العربية.
-
يتعلم اللغة العربية المسلمون في جميع أنحاء العالم نظرًا لأهميتها الدينية وقدرتها على نقل المعاني بوضوح.
- أصبحت اللغة العربية جزءاً أساسياً من التجارة العالمية، حيث تسعى العديد من الدول الأجنبية لتوسيع علاقاتها التجارية مع الدول العربية.
- يسعى العديد من الأجانب للدراسة في البلدان العربية، مما يدفعهم لتعلم اللغة كجزء أساسي من تجربتهم التعليمية.
- تُعتبر اللغة العربية ضرورية لأداء بعض العبادات، مثل الصلاة والحج وتلاوة القرآن الكريم.
-
اختار الله عز وجل اللغة العربية لنزول القرآن الكريم، مما زادها مكانة ورفعة.
- تتميز العربية بعدد هائل من المفردات التي تجعلها قادرة على التعبير عن شتى الأمور بشكل دقيق.
- فهي غنية بالتعبيرات التي تمكنها من وصف أي شيء.
- يرى بعض الباحثين أن اللغة العربية هي أحد أكبر فروع اللغات السامية.
أنواع الجمل في اللغة العربية
-
تتكون الجملة العربية بشكل رئيسي من مسند ومسند إليه، مما يجعلها جملة واضحة المعالم.
- يمكن تصنيف الجمل إلى مركبات إسنادية كما في قوله تعالى: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ}.
-
ليس من الضروري أن تعبر كل جملة عن معنى كامل، حيث يمكن أن توجد جمل لا تتعلق بكلام مفيد ولكن يطلق عليها مصطلح “جملة”.
- على سبيل المثال: “مهما تفعل من خير أو شرّ” تُعتبر جملة لكنها لا تعبر عن فكرة متكاملة.
- أما الكلام فهو ما يُفيد فائدة كاملة مثل قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}.
يمكن تقسيم الجمل بناءً على التركيبات إلى:
جملة فعلية
هي جملة تتكون من فعل وفاعل، مثل: “فازَ المتسابقُ”.
أو قد تتكون من فعل مبني للمجهول مع نائب فاعل، مثل: “لن يُهزَمَ الحقُّ”.
أو جملة ناقصة تتضمن اسمًا وخبرًا، كقولنا: “كان المجتهدُ سـعيداً”.
الجملة الاسمية
تتكون أيضًا من مبتدأ وخبر، مثل: “الجوّ ماطرٌ”.
أو يمكن أن تعتبر أنها مبتدأة وخبر، كما في: “إنّ الحقّ منتصرٌ”.
وتنقسم هذه الجمل حسب الإعراب إلى:
- جملة لها محل من الإعراب.
- جملة لا محل لها من الإعراب.
- الجملة الاعتراضية أو التفسيرية، وهي ما سنتناوله في هذا المقال.
- من الجمل التي لا محل لها من الإعراب.
الجملة التفسيرية أو الاعتراضية
الجملة الاعتراضية أو التفسيرية تُستخدم لتقوية الكلام وتسديده، حيث ترد بين أجزاء متلازمة لتعزيز المعنى.
قد يظهر هذا الأسلوب بشكل متكرر في القرآن الكريم والحديث النبوي، وفي الأدب العربي والنثر.
أمثلة على وقوع الجمل الاعتراضية تشمل:
وقوع الجملة التفسيرية بين المبتدأ والخبر
كما في قول الشاعر: وفيهن -والأيامُ يعثرنَ بالفتى- نوادبٌ لا يمللنَه، حيث تعترض الجملة: “والأيامُ يعثرنَ بالفتى” بين المبتدأ والخبر.
وقوع الجملة الاعتراضية بين الفعل والفاعل
مثال: وقد أدركتني -والحوادثُ جمّةٌ- أسنّةُ قومٍ لا ضعافُ ولا عزلُ، حيث يتواجد الاعتراض بين الفعل والمرفوع.
وقوع الجملة الاعتراضية بين الفعل والمفعول به
كما في قول: وبدَّلتْ -والدهرُ ذو تبدّلٍ- هيفاً دَبُوراً بالصّبا والشّمألِ.
وقوع الجملة الاعتراضية بين الصّفة والموصوف
مثال في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}.
الجملة هنا {لَّوْ تَعْلَمُونَ} تعبر عن الاعتراض بين الصفة والموصوف.
وقوع الجملة الاعتراضية بين حرف الجر ومتعلقاته
- مثال: “جاء الرجلُ -وهو يسعى- من أقصى المدينة”.
- الجملة “وهو يسعى” جاء فيها الاعتراض بين حرف الجر والمتعلق.
وقوع الجملة الاعتراضية بين القسم وجواب القسم
- مثال من قوله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}.
- الاعتراض هنا هو في الجملة: {وَالْحَقَّ أَقُولُ}، بين القسم وجوابه.
وقوع الجملة الاعتراضية بين الشرط وجوابه
- مثل قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.
- الجملة {وَلَنْ تَفْعَلُوا} هي جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
وقوعها بين الحال وصاحبها
- مثال: قدّم الرّجلُ شكواه -وربّ الكعبةِ- وهو يبكي، حيث جاء الاعتراض في الجملة: “وربّ الكعبة” بين الحال وصاحب الحال “الرّجل”.
- توجد حالات أخرى لم يتم ذكرها هنا.
الفرق بين الجملة الاعتراضية والحالية
عند الحديث عن الجملة الاعتراضية، نجد بعض أوجه الشبه بينها وبين الجملة الحالية.
ومع ذلك، هناك أيضًا اختلافات بين الاثنين. لذلك، سنقوم بالمقارنة بين الجملتين من حيث أوجه الشبه والاختلاف:
- يمكن للجملة الحالية أن تُعبر بمفرد بينما لا تُعتبر الجملة الاعتراضية كذلك.
- الجملة الحالية تكون دائمًا خبريّة بينما الجملة الاعتراضية تُستخدم غالبًا لأغراض إنشائية, مثل الدعاء والنّداء.
- تستطيع الجملة الاعتراضية أن تبدأ بحروف استقبال، مثل: السّين، سوف، ولن.
- أما الجملة الحالية فلا يمكنها ذلك، حيث يُراد بها الحالة.
- تعتمد الجملة الاعتراضية على حروف الاعتراض مثل: الواو، والفاء، وإذ التعليلية، بينما لا يمكن أن تقترن الجملة الحالية بهذه الحروف.
- تُدخل اللام الموطئة للقسم على الجملة الاعتراضية، بينما لا يتم إدخالها على الجملة الحالية.
إعراب الجملة الاعتراضية
بعد توضيح الحالات والخصائص لجملة الاعتراض، نجد أن هذا الأسلوب محبذ ومفضل في اللغة العربية، نظرًا لفائدته في تعزيز المعاني.
وردت الجمل الاعتراضية في الكتابات الأدبية والدينية بشكل متكرر. وهذه بعض الشواهد الإعرابية:
- قال الله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.
- الشاهد هنا هو الجملة الاعتراضية: {وَلَنْ تَفْعَلُوا}، بين الشرط وجوابه.
- في الآية، إن: حرف شرط جازم، لم: حرف جزم.
- تفعلوا: فعل مضارع مجزوم بلم، في محل جزم فعل الشرط.
- فاتّقوا: الفاء رابطة لجواب الشرط، في محل جزم جواب الشرط.
- جملة: “ولن تفعلوا” تُعتبر اعتراضية ولا محل لها من الإعراب.
- قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}.
- الشاهد هنا هو الجملة الاعتراضية “لو تعلمون” بين الصفة “عظيم” والموصوف “قسم”.
- لقسمٌ: لام المزحلقة، أقسام: خبر إنّ مرفوع.
- عظيمٌ: نعت مرفوع.
- جملة: “لو تعلمون” هي اعتراضية وليس لها محل من الإعراب.
اقرأ أيضًا:
مثال آخر
- قال الشاعر: وقد أدركتني -والحوادثُ جمّةٌ- أسنّةٌ قومٍ لا ضعافٍ، حيث يظهر الاعتراض بين الفعل “أدرك” وفاعله.
- في هذا السياق، “والحوادث” هي جملة اعتراضية.