القاهرة: أكبر مدينة في إفريقيا
تُعد القاهرة أكبر مدينة في قارة إفريقيا والشرق الأوسط، وتعتبر العاصمة المصرية. بلغ عدد سكان المدينة حوالي 7.787 مليون نسمة بناءً على تقديرات عام 2007، بينما يُقدر عدد سكان القاهرة الكبرى بـ 20.5 مليون نسمة، من إجمالي عدد سكان جمهورية مصر العربية الذي يتجاوز 91 مليون نسمة. تُعتبر القاهرة من أكثر المدن كثافة سكانية، إذ يوجد أكثر من 15 ألف شخص لكل كيلومتر مربع من مساحتها. عُرفت المدينة في الماضي بلقب “مدينة الألف مئذنة” نظراً لاتساع عدد المساجد فيها. تشمل منطقة القاهرة الكبرى محافظة القاهرة، مدينة الجيزة، بالإضافة إلى بعض الضواحي من محافظة القليوبية مثل شبرا الخيمة، وكذلك محافظتي حلوان والسادس من أكتوبر.
تاريخ نشأة القاهرة
تعود جذور مدينة القاهرة إلى الفسطاط، التي أُسست على يد عمرو بن العاص في عام 20 هـ، ثم جاء جوهر الصقلي ليضم إليها ثلاث مدن، مما جعلها العاصمة للدولة الفاطمية في عام 358 هـ. قام المذكور بإنشاء أسوار حول تلك المدن وأطلق عليها اسم “القاهرة”. تشمل هذه المدينة كل من الفسطاط، ومدينة العسكر التي أسسها صالح العباسي في عام 132 هـ، وكذلك مدينة القطائع التي أسسها أحمد بن طولون في عام 256 هـ، بالإضافة إلى بعض الأحياء التي أُنشئت في عصر صلاح الدين الأيوبي. مع مرور الوقت، أصبحت القاهرة أكبر المدن في مصر وإفريقيا.
الموقع الجغرافي
تقع القاهرة في الجهة الشمالية من مصر، على ضفاف نهر النيل. يمتد الجزء القديم من المدينة إلى الشرق من النهر، بينما تنتشر المدينة تدريجياً نحو الغرب. بُني الجزء الغربي وفق نمط مدينة باريس تحت إشراف الخديوي إسماعيل في أوائل القرن التاسع عشر، وتم تنظيمه بأحياء واسعة ومناطق مفتوحة وحدائق عامة. توسع القسم الشرقي القديم بشكل عشوائي على مر الزمن، مما أدى إلى ازدحام المباني والشوارع، ويعتبر تجسيداً لتاريخ القاهرة، حيث يحتوي على كنائس ومساجد قديمة ومعالم أثرية. في حين أن القسم الغربي الحديث يعج بالمباني الحكومية والبنية التحتية الحديثة، وهو من الأجزاء الأهم في المدينة.
المناخ
تتميز القاهرة بارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، بينما يتمتع فصل الشتاء بأجواء باردة نسبيًا. يتراوح متوسط درجات الحرارة في الصيف بين 21 و37 درجة مئوية، في حين تتراوح في الشتاء بين 6 و17 درجة مئوية. على الرغم من أن نسيم نهر النيل يؤدي إلى انخفاض طفيف في درجات الحرارة خلال الصيف، إلا أن العديد من سكان القاهرة يفضلون الهروب إلى منطقتي الإسكندرية والإسماعيلية للتخلص من الحر، حيث تبعد الإسماعيلية نحو 122 كيلومتراً عن القاهرة. علاوة على ذلك، تهب الرياح الخماسينية في الصيف، مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة بنسبة تقدر بحوالي 14 درجة، وتقلل من الرطوبة، كما أن السكان يعانون من الغبار الناتج عن تأثير هذه الرياح.