أنواع التنمية المستدامة وأهميتها

أنواع التنمية المستدامة

تُعرف التنمية المستدامة بأنها التطوير الذي يلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم الخاصة. تُستخدم الاستدامة لوصف مدى الحفاظ على الموارد الطبيعية خلال تنفيذ مشروع معين أو برنامج معين.

يمكن تقسيم الاستدامة إلى أربع فئات مترابطة تُعرف مجتمعة بالركائز الأربع للاستدامة. تُعتبر هذه الركائز إطارًا لتطبيق نهج موجه نحو الحلول لقضايا الاستدامة المعقدة.

كما تُعرف هذه الركائز بأبعاد الاستدامة، وهي التصنيفات التي تُعطى للتوازن والتنمية بناءً على استخدام موارد البيئة. تُعد هذه الأبعاد أداة مهمة للمساعدة في تحديد نظرة شاملة للاستدامة، ويتطلب نموذج الركائز الأربع أن يكون كل طرف قويًا لتحقيق الاستدامة. يلي ذلك توضيح لهذه الركائز:

الاستدامة البيئية

تهدف الاستدامة البيئية إلى تعزيز رفاهية السكان من خلال قوة واستقرار رأس المال الطبيعي، والذي يتمثل في الموارد البيئية مثل الوقود الأحفوري، والأرض، والهواء، والماء، والمعادن، والطاقة الشمسية. تشمل هذه الركيزة جودة المياه، وجودة الهواء، وتقليل الضغوط البيئية، مثل انبعاث غازات الاحتباس الحراري.

تُعرف الاستدامة البيئية أيضًا بالاستدامة الطبيعية، حيث يستجيب عمل الإنسان في هذا البعد من خلال الاستخدام والتوزيع العادل للموارد الطبيعية، وتعزيز القدرة على التجديد وتقليل التأثير والاضطرابات على البيئة، وتنمية قدرة الموارد الطبيعية على الاستجابة لاحتياجات النمو السكاني على مر السنين.

تعتمد صحة الإنسان بشكل كبير على جودة البيئة التي يعيش فيها، لذا فإن الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة تعود بالفائدة على الناس أيضًا. كما توفر البيئة الموارد الطبيعية اللازمة لتعزيز الاستدامة الاقتصادية.

تعتمد الشركات على استخراج الموارد الطبيعية لتكون مستدامة اقتصاديًا، حيث ستعزز الجهود المبذولة لاستخراج الموارد بمستويات مستدامة للبيئة الاستدامة الاقتصادية أيضًا، من خلال التوفر المستمر للموارد.

الاستدامة الاقتصادية

تشمل الاستدامة الاقتصادية خلق فرص العمل، والربحية، والمحاسبة المناسبة لخدمة النظام البيئي، وذلك من أجل التقييم الأمثل للتكلفة والعائد. فالدوافع الاقتصادية تتطلب من الشركات أن تحتاج إلى موظفين، أو أن يحتاج الناس إلى وظائف يمكن أن تعزز الاستدامة الاجتماعية إذا كانت التوظيف يوفر الأمن للأفراد.

يمكن تعريف الاستدامة الاقتصادية بأنها القدرة الاقتصادية لدولة أو منطقة معينة لدعم مستوى معين من الإنتاج الاقتصادي إلى أجل غير مسمى.

كما يمكن للجهود المبذولة لتحقيق الاستدامة البيئية أن تفيد أيضًا الاستدامة الاقتصادية للمؤسسات. على سبيل المثال، تؤدي إعادة تدوير المواد القيمة مثل النفايات الإلكترونية ونفايات المنسوجات إلى خفض تكاليف التشغيل وتقليل كثافة استخراج الموارد المطلوبة لاستدامة الأعمال.

هذا البعد من التنمية المستدامة يتطلب اتخاذ القرار على أساس التوزيع العادل للموارد الاقتصادية بين أفراد المجتمع في مساحة جغرافية محددة، مما يؤدي إلى تحقيق هدف القدرة على الاستجابة لأجيال الحاضر دون إحداث ضرر بتوقعات الأجيال القادمة.

تهدف البعد الاقتصادي إلى تشجيع الاستثمار في أشكال جديدة من التنمية تنطوي على تقنيات أقل ضررًا ومزايا اجتماعية عادلة. كما يؤدي تقليص الفجوة الإنتاجية بين المساحات الحضرية والريفية إلى تقوية النظام الاقتصادي والاجتماعي على حد سواء.

الاستدامة الاجتماعية

تشمل الاستدامة الاجتماعية العدالة البيئية، وصحة الإنسان، وأمن الموارد، والتعليم. يجب أن تهدف الجهود المبذولة لتعزيز الاستدامة الاجتماعية إلى تعزيز الفوائد الاقتصادية والبيئية أيضًا، فتركيز جهود الشركات على الاحتفاظ بالموظفين يتحقق الاستدامة الاجتماعية، إذ يمكن أن تولد الاستثمارات في رفاهية الموظفين فوائد اقتصادية للشركات.

يمكن للجهود المبذولة لزيادة الاستدامة الاجتماعية أن تفيد البيئة أيضًا. حيث يمكن أن يكون لخيارات النظام الغذائي للأشخاص تأثير كبير على صحة الإنسان والبيئة، وبالتالي فإن الدعوة لتناول طعام أكثر صحة يمكن أن تفيد البيئة أيضًا.

يعزز البعد الاجتماعي للاستدامة تبني القيم والتغييرات في المجال الثقافي، من أجل التوفيق بين العمل البشري والبيئة وتحسين العلاقات الاجتماعية للأجيال القادمة. ويسعى هذا البعد أيضًا إلى تقليل آثار الفقر والانحرافات الديموجرافية.

كما يُعد التبادل الثقافي بين الدول مهمًا للغاية لمواصلة تعزيز الحركات والأنشطة القائمة على الاستدامة، حيث تحتفظ كل ثقافة بعلاقة خاصة مع البيئة والموارد التي توفرها والأُسس الاجتماعية التي قامت عليها قيمها.

الاستدامة البشرية

تشير الاستدامة البشرية إلى استدامة الموارد البشرية والأصول والثقافة وتحسينها. عادةً ما يمكن تحقيق ذلك من خلال عوامل التمكين مثل الاستثمار في الخدمات أو القدرات التي تغطي مجالات مثل الصحة والتعليم والرعاية. تستهدف ركيزة الاستدامة البشرية الاستثمار في المهارات التي تعمل على استدامة الرفاهية في المجتمع أو تحسينها.

Scroll to Top