النعيرية
تُعد محافظة النّعيرية واحدة من المحافظات التابعة للمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. جاءت تسميتها نسبة إلى جبال النّعيرية التي تحيط بها، حيث تمتد المنطقة من هذه الجبال وحتى عريعرة التي تحتضن وادي مياه كبير ساهم في تنمية وازدهار المنطقة.
موقع النعيرية
تقع النّعيرية على بُعد 220 كيلومترًا من الدمام في الاتجاه الشمالي الغربي. تُعتبر هذه المنطقة صحراوية ومنطقة عبور رئيسية لكل زائر يدخل إلى المملكة من دول مثل الأردن وفلسطين ومصر ولبنان وسوريا. لذا، تُعد النّعيرية نقطة التقاء تربط بين دول الخليج العربي وبلاد الشام، وهي نقطة حيوية للمسافرين القادمين برا إلى الدول الخليجية.
تاريخ تطور النعيرية
لم تكن النّعيرية مأهولة بالسكان كما هو الحال اليوم، نظراً لكونها منطقة صحراوية. بدأت نشأتها في خمسينيات القرن العشرين (1950م) مع إحياء مدينة بقيق والسفانية من قبل شركة أرامكو السعودية التي تدير أكبر حقول النفط في العالم. جرت أحداث ذلك في السفانية، التي تقع على بُعد 70 كيلومترًا من النّعيرية، مما جعل شركة أرامكو تُقيم محطة ضخ كبيرة للنفط عبر خطوط التابلاين. ومع تطوير البنية التحتية مثل شبكات المياه والمستشفى الخاص بالعمال، بدأت تجذب الناس نحو هذه الخدمات، مما أدى إلى انتعاش المنطقة. اليوم، تحتضن النّعيرية أكبر شركة كهرباء في السعودية، وهي شركة سكيكو، ويبلغ عدد سكان المنطقة حوالي 55,000 نسمة، مع توقعات بزيادة سنوية مستمرة.
الطبيعة في النعيرية
تتميز النّعيرية بجمالها الطبيعي الصحراوي، حيث تُعتبر موطنًا لسباقات الهجن الشهيرة في السعودية، ما أدى لإنشاء ميدان الملك فهد لهذه السباقات. في فصل الربيع، يتوافد الزوار لحضور مهرجان المخيم الربيعي الذي يُعتبر من أبرز الفعاليات السنوية. كما أن النّعيرية تُعد وجهة رئيسية لعشاق الرحلات البرية والصيد، حيث تضم بيئة غنية بأنواع متعددة من الطيور، وخاصة الصقور. يُقام سنويًا سباق خاص بالصقور في النّعيرية وهو جائزة صاحب السمو تركي بن محمد.
الاقتصاد في النعيرية
تشهد محافظة النّعيرية تطورًا ملحوظًا في المشاريع الاقتصادية الكبرى التي تُساهم في تعزيز الدخل المالي وتحقيق مستقبل اقتصادي واعد للمدينة. يعمل عدد كبير من سكان النّعيرية في حقول النفط القريبة التي تديرها شركة أرامكو السعودية. مع استكمال هذه المشاريع الاقتصادية، من المتوقع أن تكتسب النّعيرية مكانة هامة تضاهي محافظات أخرى في السعودية، مما سيزيد من عدد السكان نتيجة الازدهار الاقتصادي المقبل.