أنواع الرجاء وأهميتها

أنواع الرجاء

للرجاء عدة أنواع، فمنها ما هو محمود ومشمول به، ومنها ما هو مذموم وغير مقبول. سنستعرض في هذه الفقرة أنواع الرجاء المختلفة:

  • النوع الأول: هو رجاء المسلم الذي يسعى للقيام بالأعمال الصالحة ويبتعد عن المعاصي. يجتهد في التقرّب إلى الله من خلال الطاعات، وبالتالي فإن هذا الشكل من الرجاء يعتبر محمودًا.
  • النوع الثاني: يُشير إلى المسلم الذي يرتكب الذنوب ثم يتوب، إلا أنه يعود للذنب مرة أخرى. يعتبر هذا الشخص كثير التوبة والندم، مما يجعله أيضًا من أهل الرجاء المحمود.
  • النوع الثالث: هو ذلك الشخص الذي يتذرع بالرجاء ليبقى مقيمًا على المعاصي، ويُصرّ عليها، وهذا يُعد من الرجاء المذموم، إذ يستغل الرجاء في غير محله.

تعريف الرجاء

الرجاء هو التطلع إلى رحمة الله -عز وجل- والأمل في عفوه، وهو من الواجبات على المسلم عندما يقع في الذنب. فعليه أن يتوب إلى الله طامعًا في مغفرته وثوابه. وقد جاء في كتاب الله: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ). وتشير كلمة “رغباً” في هذه الآية إلى جانب الرجاء في العبادة، بينما “رهباً” تُظهر جانب الخوف.

الترابط بين المحبة والخوف والرجاء

للإيمان ثلاثة مقامات لا يُمكن أن يكتمل الإيمان بدونها. هذه المقامات هي المحبة والخوف والرجاء. وقد اضطلع العلماء بتقديم آراء حول أي منهما يجب أن يغلب على الإنسان في حياته، هل هو الخوف أم الرجاء؟

يقول ابن القيم -رحمه الله-: “إن القلب في سبيله إلى الله -عز وجل- كالعصفور، فالمحبة تمثل رأسه، والخوف والرجاء جناحاه. إذا كان الرأس والجناحان سليمين، فإن الطائر سيطير جيدًا، لكن إذا قطع الرأس، فإن الطائر يموت، وإذا فقد الجناحين، فإنه سيكون عرضة للصيد والافتراس”. وتفضل الآراء السلفية بأن يتغلب الخوف على الرجاء في أوقات القوة والصحة وكذلك عند لحظات الموت.

ثمرات الرجاء

لقد وعد الله -عز وجل- عباده المتقين بدخول جنته في كتابه الكريم، كما حذرهم من القنوط. وينبغي للمؤمن الصادق أن يُصدق بكل ما يتعلق بالجنة ونعيمها، وهذا التصديق ينعكس في طاعته لله ويقوده للدعوة إلى هذه الطاعة.

إن رجاء رحمة الله ورضوانه يُحفز العبد على البحث عن الأسباب التي تُوصله إلى ما وعد الله به، ويجب أن يتسم هذا السعي بالجدية دون تسويف أو تأخير، مع الدعاء لله -عز وجل- ليرشده إلى الصواب في مسعاه.

ومن جوانب فائدته أيضًا، أن الرجاء يُعد محبوبًا لله -تعالى-، فهو يحب أن يُرجوه عباده ويسألوه من فضله العظيم. ويدفع الرجاء العبد إلى إظهار عبوديته لله -تعالى- وتعزيز شعوره بالفقر والحاجة إلى إحسانه وكرمه، كما يُعزز الرجاء المحبة في قلب العبد، حيث يكمل كل منهما الآخر ويقوي أسس الإيمان، مُساعدًا العبد على التعرف على أسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة.

Scroll to Top