السدود
تاريخ بناء السدود يعود إلى العصور القديمة، إلا أن هذا المجال شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. أصبح عدد السدود في جميع أنحاء العالم في تزايد مستمر، مما دفع العديد من الدول للتنافس في إنشائها. ورغم التكلفة العالية لعمليات البناء والتأثيرات البيئية المترتبة على ذلك، بالإضافة إلى المخاطر التي يتعرض لها العاملون أثناء إنشاء السدود، فإن هذه العقبات لم تمنع الدول من الاستثمار فيها، لما توفره من طاقة كهرمائية نظيفة تسهم في تقليل الاعتماد على النفط والفحم لتوليد الطاقة، بالإضافة إلى الحد من التلوث البيئي.
تعريف السد
السد هو منشأ هندسي يهدف إلى تجميع وحجز المياه. تُصنف السدود بناءً على شكلها، والمواد المستخدمة في إنشائها، وكذلك الأغراض التي أنشئت من أجلها. أكثر الأنواع شيوعًا هو السد المكون من مواد ترابية أو صخرية، بينما تحظى السدود ذات الواجهة الخرسانية المدعومة بدعامات وقائية بشعبية أيضاً.
سد الممرات الثلاث: الأكبر في العالم
يُعتبر سد الممرات الثلاث أكبر سد في العالم من حيث كمية الكهرباء المنتجة. فهو يعد من أهم محطات توليد الطاقة الكهربائية. تُقدَّر الطاقة التي ينتجها السد بمقدار ما يُنتج عن 34 محطة عملاقة لتوليد الكهرباء، وهذا يعادل الطاقة الناتجة عن حرق 50 مليون طن من الفحم أو 25 مليون طن من النفط الخام. يقع هذا السد العظيم على نهر اليانغتسي، وهو ثالث أطول أنهار العالم، في مقاطعة هوبي الصينية.
تطلب بناء سد الممرات الثلاث التضحية بالعديد من المناطق الطبيعية الخلابة في الصين، حيث غمر الموقع أكثر من ألف موقع أثري، وهُدم حوالي مئة بلدة ومُستوطنة، مما أجبر حوالي 1.24 مليون شخص على الانتقال من منازلهم لأجل بناء هذا السد الضخم. ورغم قوة السد وقدرته على تحمل أقوى الزلازل، إلا أنه في حالة انهياره، قد يترتب على ذلك وفاة الملايين من السكان المجاورين، ويمثل عددهم حوالي 360 مليون شخص.
يمتد طول السد إلى 7.661 قدماً، بينما يبلغ ارتفاعه 600 قدم. يتكون السد من مواد خرسانية وفولاذية، حيث تم استخدام حوالي 510,000 طن من الفولاذ، وهي كمية كافية لبناء برج إيفل 60 مرة. تبلغ مساحة الخزان الخاصة بالسد 405 أميال مربعة، مما يساعد في تجميع كميات هائلة من المياه ويحد من خطر الفيضانات في المنطقة. بلغت تكلفة بناء السد حوالي 30 مليار دولار منذ بدء العمل وحتى اكتماله.
أهداف بناء سد الممرات الثلاث
وافقت الحكومة الصينية على إنجاز مشروع بناء السد عام 1992، وبدأ العمل فيه عام 1994 وانتهى في عام 2006. ومن الأهداف الرئيسية لبناء السد ما يلي:
- توليد الطاقة: يتم إنتاج 84.6 مليار كيلوواط ساعة من الطاقة الكهرمائية النظيفة، مما يقلل الاعتماد على الفحم الملوث في توليد الطاقة.
- الحد من الفيضانات: تاريخياً، شهد نهر اليانغتسي فيضانات devastating، حيث يسيطر السد على حوالي 22.15 مليار متر مكعب من المياه، مما يساهم بشكل كبير في تقليل الفيضانات.
- السياحة: عظيمة جاذبية سياحية، حيث يزور السد السياح من جميع أنحاء العالم.
- الملاحة البحرية: يسهل السد حركة السفن الكبيرة، مما يعزز التجارة والنقل البحري إلى ميناء شنغهاي.
أضخم سدود العالم
يُعتبر سد الممرات الثلاث الأضخم في العالم، وهناك العديد من السدود الكبيرة المنتشرة في دول مختلفة، مرتبة من حيث الحجم كما يلي:
- سد إيتايبو: يأتي في المرتبة الثانية بعد سد الممرات الثلاث، يقع في البرازيل ويهدف لتلبية احتياجات الطاقة الكهرمائية لسكان المنطقة. بدأ البناء عليه عام 1975 وانتهى عام 1984، بطول 7979 متر وارتفاع 196 متر.
- سد هوفر: يقع في الولايات المتحدة، ويحتل المرتبة الثالثة في قائمة الحجم. بُني على نهر كولورادو بين ولايتي نيفادا وأريزونا، بدأ بناءه عام 1931 وانتهى عام 1935، بطول 379 متر وارتفاع 221 متر.
- سد أكوسومبو: يقع في غانا، بُني عام 1965 على نهر فولتا بارتفاع 134 متر وطول 700 متر، بهدف إنتاج الطاقة الكهرمائية.
- سد جراند ديكسنز: يقع في جبال الألب بسويسرا، يحتفظ بسعة تخزين 4 ملايين متر مكعب من المياه، وهو ارتفاعه يصل إلى 285 متر.
- سد بحر الشمال: يقع في هولندا، تم بناؤه لمواجهة فيضانات بحر الشمال، ويحتوي على بوابات فولاذية تفتح في ظروف معينة.
- سد أتاتورك: يقع في تركيا على نهر الفرات، وهو بناء يصل ارتفاعه إلى 184 متر وطول 1820 متر، مما يجعله من أكبر السدود الركامية عالمياً.
- سد ألمندرا: يقع في إسبانيا، وقد أُنشئ عام 1970، مع ارتفاع 202 متر وطول 667 متر.
- سد جوري: يقع في فنزويلا، بُني عام 1978 وطوله يصل إلى 1300 متر، خلاف ذلك ارتفاعه هو 16 متر وسعته التخزينية حوالي 135 مليار متر مكعب.
- سد بينيت: يقع في كندا، بُني في عام 1968 وطوله يبلغ 2086 متر وارتفاعه 186 متر.